يا اصدقاء شبيبتى المنتشرين فى بيروت , اذا
مررتم بتلك المقبرة القريبة من غابة
الصنوبر ادخلوها صامتين , وسيروا ببطء كيلا
تزعج اقدامكم رفات الراقدين تحت اطباق الثرى
وقفوا متهيبين بجانب قبر سلمى وحيوا عنى
التراب الذى ضم جثمانها ,
ثم اذكرونى بتنهدة قائلين فى نفوسكم "
ههنا دفنت امال ذلك الفتى الذى نفتة صروف الدهر
الى ما وراء البحار , و ههنا توارت امانية وانزوت افراحة وغادرت دموعة
واضمحلت ابتسامتة , و بين هذة المدافن الخرساء
تنمو كابتة مع اشجار السرو
والصفصاف و فوق هذا القبر ترفرف روحة كل
ليلة مستأنسة بالذكرى , مرددة مع اشباح
الوحشة ندبات الحزن والاسى , نائحة مع
الغصون على صبية كانت بالامس نغمة شجية
بيت شفتى الحياة فاصبحت اليوم سرا صامتا فى
صدر الارض
استحلفكم يا رفاق الصبا بالنساء اللواتى
احبتهن قلوبكم ان تضعوا اكاليل الازهار على
قبر المراة التى احبها قلبى , فرب زهرة
تلقونها على ضريح منسى تكون كقطرة الندى
كانت تلك الحروف للراحل جبران خليل خبران فى ذكرى رحيل حبة الاول سلمى كرامة و التى وقع فى حبها وهو ابن العشرين عاما
من كتاب الاجنحة المتكسرة ..