الأربعاء، 25 نوفمبر 2015

ساديه غير مبررة






المكان : مترو الانفاق
الزمان: مترو الانفاق في وقت رائق يسمح لي بالقراءة دون ان أخذ كتف قانوني من اللى نازل المحطه الجايه , يقف جواري شاب و فتاه , الفتاه تشب و تقف على طراطيف صوابعها لتلمس العشرين عاما و نظرة البلاهه التي ترقص في عين الشاب تخبرني انه ايضا لم يتجاوز حاجز العشرين ربيعا هو الاخر .

انه لم يكتسب بعد خبرة الكبار في اختلاس النظر الي الكتاب في يدي او الي ما يرقد تحت منطقه الرقبه لدى صديقته , المهم انه قرر ان يقتحم الصمت ليسألني بغرابه و صوت يرتسم الدهاء " غريب اوي ال cover ده بس شكله حلو ! " 

تبا لفضول المراهقين و فقرات فرد العضلات التي لا تنتهي لجذب انتباه الجميلات ..

ابتسم له ابتسامه نصف مزيفه و اتحدث الى نفسي " صدقني يا صديقي انا لست في حاله مزاجيه تسمح لي بخوض حوار انساني لن يضيف لكلينا اي شئ , صدقني التزم الصمت فهذا افضل لك و لاتسالني مرة اخرى ف انت لست في حاجه لتفتح على نفسك شباك في الجحيم خصوصا مع رجل سليط اللسان و حالته المزاجيه اقبح من رائحه المترو في شهر اغسطس اضف الي ذلك ان سجائرة نفذت ف قد احرق اخر واحده قبل ان يركب المترو ليتمسى بوجهك هذا .. اصمت من فضلك " 

" ده الكتاب الجديد بتاع احمد العايدي؟!" 

اذا انت تصر على ان تزيد مسائي مزيدا من القباحه اكثر مما هو قبيح ! انت اللى جبته لنفسك بقى !
ابتسم مجددا ولكن بأبتسامه صفراء و اجيب لا ده مش جديد ولا حاجه ده قديم فشخ ! انت عندك كام سنه ؟ فيجيب ليؤكد لي ان ظنوني ف محلها فهو يمتلك 19 عاما من اللاشئ 

انظر اليه و اخبره بمنتهى السخافه الطبعه الاولى للروايه دي نزلت و انت عندك 6 سنين ! يلتفت الفتى لينظر من حوله ليرى اذا كان هناك احدا اخر استمع الى اجابتي ثم ينظر الى دون ان يتكلم و يخبرني في صمت " ياريتني ماسألتك ! " ف اجيب في صمت " اه والله ياريتك ماسألتك " 

لا ادري من اين اتيت بكل هذا الكم من الساديه لأطيح بغرور مراهق بمنتهى العنف و كأنني الومه على شئ لم يفعله , كيف لمراهق ف ال 20 من عمرة لم يقابل ولو حتى بالصدفه روايه " ان تكون عباس العبد "ل احمد العايدي ! كيف انحدر الزوق العام الي درجه انه حتى لم يسمع بها من قبل رغم انه يصنف نفسه قارئاً ! 

وجدتني استشيط غضبا من جهله الغير مقصود و اصب ف اذنيه كل غضبي من العالم و بحكم التجارب فقد تعلمت ان استخدم السلاح المناسب لكل معركه و في معركتي تلك وجدتني اجلده بكرباج " فرق العمر " و اخذت احرز ف مرماه بفارق العمر بيننا و هاتك يا لسوعه و فين يوجعك ! 

و قفت اتابع نفسي و انا اسلخه بالبطئ وهو يحاول بعناد الصغار ان يفوز و يقاوم رمال متحركه تسحبك لأسفل كلما قاومت ثم في النهايه رفع رايته البيضاء و اعلن ضمنيا انه مهزوم و سألني " هو انا ممكن اشتريها منين !؟ " ابتسمت ف ساديه و منحته نسختي و كأنني اتنازل عن غنائمي بغرور المنتصر السادي و اخبرة انني امتلك منها نسخ لا اتذكر عددها ! 

يبتسم راضيا بالهزيمه و نسخه الروايه و انتصر ل مسائي البائس و القي عليه تحيه المساء و اودعه و الفتاه و المترو و انزل الى محطتي الاخيره مع القطار .