اتسال بشدة لماذا لا نرى الحياة ونتعامل معها على انها قدحا من القهوة , قبل تذوقها بقليل تلعب هى دور البطولة و تمتعنا بعبقها الذكى ومع اول رشفة منها نشعر بغربتها عنا و بأننا لا ننتمي الى هذه الارض , وتعود هى مع ثانى رشفة فتنقشع غمامة وجهها فنرى فيها ماينعش بداخلنا الامل والحيوية , فنتكشف وقتها اننا لا نملك سوى قدح واحد من هذا الشئ المدعو بالقهوة فنخوض فى فنون ارتشافها على مهل و بتروى كى نستمتع بها كما ينبغى الاستمتاع ولكن كعادة القهوة , تعود وبقوة لتنتزع دور البطولة و تفاجئنا بأن قاع القدح قد شارف على الظهور فى الافق , فنزداد تعلقا بقدحنا و نسرع برسم ذكريات الرشفات الاخيرة على جدران قدحنا وعلى افواهنا ابتسامة الرضا والقناعة و تلمع فى مقلتينا دمعة الحنين الى الرشفة الاولى , وتمر سريعا حكاياتنا المرافقة لكل رشفة امام أعيننا ,الى ان تجئ لحظة وداع القهوة فندع القدح يغادر من ايدينا بسلام والى غير رجعة , وتاتى من بعدنا الحيوات تقص على مقاعدنا امام المدفاة اساطيرنا مع القهوة وكيف خضنا معها الايام و كيف عبرت بنا القهوة الى الشاطئ الاخر من القدح , و يعلو صوت ضحكات احفادنا وهو فى دموع الصغار الكبار غارقون و تتوالى الاجيال و تعلو الضحكات و تصمت قلوب وتنظق اخرى بالحياة , وقهوتى والقدح و الموقد الصعير لا يغادران طاولتى بجوار مقعدى المفضل امام المدفأة , الى ان ينفذ حطب المدفاة وتخون طاولتى قدماها فتسقط وحيدة ومعها اشيائى العزيزات الى الابد , وياتى النادل فى موعدة الذى لا يتاخر عنة ابدا , فيجمع اثار الحطام ويضعها فى التراب فيجمع شملى و اشيائى و احفادى وحفنة من اجمل تراب ايامى ويضع علينا شاهدا من الرخام , وينقش باصابع الفنان الصامد عبر كل العصور
هنا ........ترقد القهوة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق