الثلاثاء، 1 سبتمبر 2015

و نعيد و نعيد و نعيد ..


* مشهد اساسي *

يصعد البطل على المسرح وسط حمى من التصفيق الحاد الذي لاينقطع ثم تهدأ حدته تدريجيا الى ان ينتهي تماما و تصبح كل الاعين معلقه على هذا الواقف وحيدا فوق المسرح و بجواره كرسي خشب ملون بعنايه انه كرسي الاعتراف... يتبعه صمت طويل لان البطل لم يجد مايفتتح به الحديث , فتصعد فتاه صغيرة الى المسرح ل تتعلق بيده و تعطيه قبله طفوليه ثم تبتسم و ترتجل مبتعده الى صفوف الجماهير ! 

ده تماما نفس احساسي دلوقتي , مش عارف اقول ايه ! ومش عارف حتى هو انا المفروض اقول ايه ! طب المفروض اعتذر ولا الاعتذار بقى عامل زى طعم شوربه لسان العصفور و انت عندك برد .... مالوش طعم!

فكل مرة بقف مع نفسي عشان ابص ورايا بلاقي حاجات كتير اوى اتغيرت و المدهش اني طول فتره الجري بدون النظر لورا بحس ان الاشياء ثابته ف مكانها و انها مش بتتغير لكن لحظه الوقف بتكتشف ان كل الحاجات اللى حبتها واللى محبتهاش جايه تجري وراك عشان تعرفك اد ايه انت كنت مغفل و في نفس الوقت شجاع !

كنت مغفل عشان ماسمحتش لنفسك تقف و تتبسط و تحتفل بكل نجاح صغير عملته و تفضل طول الوقت شايف انها حاجات صغيرة و لسه في كتير او بالاصح مش دي الحاجه اللى تقف و تحتفل عندها ! و لما جيت تحتفل لاقيت ان زهوة الاحتفال راحت لان وقتها راح و ان وراك شغل لازم يتسلم و فريق ملزوم منك و مستني توزع عليهم شغل الشهر و تراجع شغلهم بتاع الشهر اللى فات و بعدين تقفل شغل ال quarter كله ..

و كنت شجاع عشان ماسمعتش كلام كتير اتقالي عشان يحبطني و يكسر عزيمتي و خلاص ! حركتي دايما بطيئه عشان حركاتي كلها او على الاقل معظمها بحساب و يمكن دي موهبتي الوحيدة .. كنت شجاع لما وقفت ادي تدريب طويل ل طلبه بيزنس جامعه مصر ف ال business development 

و كنت شجاع اكتر بعد ماوقفت ادي تدريب لموظفين الهيئه العربيه للتصنيع ف اداره المخاطر و الازمات و كان اصغر واحد فيهم عنده 40 رغم انهم من كام سنه رفضوا اني اجي اتدرب عندهم , مرت الايام و وقفت انا ادي التدريب و في نص المحاضرة و بمنتهى الجبروت ولعت سيجارة و انا واقف بشرح رغم اني عارف ان المبنى الاداري كله ممنوع فيه التدخين و كان رئيس الهيئه و المساعد بتاعه حاضرين التدريب ! و كأني بقولهم ماحدش يعرف يفتح بوءة معايا يا ولاد الوسخه !! 

روحت شغل ف مجموعه استثماريه كبيرة و فجاءة لاقيت نفسي مسئول عن تيم كبير و مكتب لوحدي فيه كل حاجه انا محتاجها او حتى مش محتاجها ! لحد النهاردة بفضل مندهش و انا داخل المكتب و حاسس احساس احمد زكي ف النمر الاسود لما سمع هيلجا بتتكلم عربي و قال ف نفسه " يابركه دعاكي يا اما .. ودنك سمعت عربي يا محمد يا حسن " متلازمه لصيقه جدا لواحد ف سني لاقى نفسه مرة واحده بقى كبير ! 

لسه عندى كتير عايز اقوله و كتير عايز اعمله بس في لحظات تبعد اد ماتبعد بس لما تيجي لازم اقف و اكتب عشان صوت الاله الكاتبه اللى بينقر ف دماغي ده يسكت و اعترافا مني لنفسي اني مهما كبرت ماعرفش اكبر على الكاتبه و شغفي الغريب ناحيتها رغم موهبتي المحدوده كدا فيها .. لكن تعلقي بيها غير محدود..

انتوا وحشتوني كلكم بجد والله :)
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق