المكان : مترو
الانفاق
الزمان: مترو
الانفاق في وقت رائق يسمح لي بالقراءة دون ان أخذ كتف قانوني من اللى نازل المحطه
الجايه , يقف جواري شاب و فتاه , الفتاه تشب و تقف على طراطيف صوابعها لتلمس
العشرين عاما و نظرة البلاهه التي ترقص في عين الشاب تخبرني انه ايضا لم يتجاوز
حاجز العشرين ربيعا هو الاخر .
انه لم يكتسب بعد
خبرة الكبار في اختلاس النظر الي الكتاب في يدي او الي ما يرقد تحت منطقه الرقبه
لدى صديقته , المهم انه قرر ان يقتحم الصمت ليسألني بغرابه و صوت يرتسم الدهاء
" غريب اوي ال cover ده بس شكله حلو ! "
تبا لفضول
المراهقين و فقرات فرد العضلات التي لا تنتهي لجذب انتباه الجميلات ..
ابتسم له ابتسامه
نصف مزيفه و اتحدث الى نفسي " صدقني يا صديقي انا لست في حاله مزاجيه تسمح لي
بخوض حوار انساني لن يضيف لكلينا اي شئ , صدقني التزم الصمت فهذا افضل لك و
لاتسالني مرة اخرى ف انت لست في حاجه لتفتح على نفسك شباك في الجحيم خصوصا مع رجل
سليط اللسان و حالته المزاجيه اقبح من رائحه المترو في شهر اغسطس اضف الي ذلك ان
سجائرة نفذت ف قد احرق اخر واحده قبل ان يركب المترو ليتمسى بوجهك هذا .. اصمت من
فضلك "
" ده الكتاب
الجديد بتاع احمد العايدي؟!"
اذا انت تصر على
ان تزيد مسائي مزيدا من القباحه اكثر مما هو قبيح ! انت اللى جبته لنفسك بقى !
ابتسم مجددا ولكن
بأبتسامه صفراء و اجيب لا ده مش جديد ولا حاجه ده قديم فشخ ! انت عندك كام سنه ؟
فيجيب ليؤكد لي ان ظنوني ف محلها فهو يمتلك 19 عاما من اللاشئ
انظر اليه و اخبره
بمنتهى السخافه الطبعه الاولى للروايه دي نزلت و انت عندك 6 سنين ! يلتفت الفتى
لينظر من حوله ليرى اذا كان هناك احدا اخر استمع الى اجابتي ثم ينظر الى دون ان
يتكلم و يخبرني في صمت " ياريتني ماسألتك ! " ف اجيب في صمت " اه
والله ياريتك ماسألتك "
لا ادري من اين
اتيت بكل هذا الكم من الساديه لأطيح بغرور مراهق بمنتهى العنف و كأنني الومه على
شئ لم يفعله , كيف لمراهق ف ال 20 من عمرة لم يقابل ولو حتى بالصدفه روايه "
ان تكون عباس العبد "ل احمد العايدي ! كيف انحدر الزوق العام الي درجه انه
حتى لم يسمع بها من قبل رغم انه يصنف نفسه قارئاً !
وجدتني استشيط
غضبا من جهله الغير مقصود و اصب ف اذنيه كل غضبي من العالم و بحكم التجارب فقد
تعلمت ان استخدم السلاح المناسب لكل معركه و في معركتي تلك وجدتني اجلده بكرباج
" فرق العمر " و اخذت احرز ف مرماه بفارق العمر بيننا و هاتك يا لسوعه و
فين يوجعك !
و قفت اتابع نفسي
و انا اسلخه بالبطئ وهو يحاول بعناد الصغار ان يفوز و يقاوم رمال متحركه تسحبك
لأسفل كلما قاومت ثم في النهايه رفع رايته البيضاء و اعلن ضمنيا انه مهزوم و سألني
" هو انا ممكن اشتريها منين !؟ " ابتسمت ف ساديه و منحته نسختي و كأنني
اتنازل عن غنائمي بغرور المنتصر السادي و اخبرة انني امتلك منها نسخ لا اتذكر
عددها !
يبتسم راضيا
بالهزيمه و نسخه الروايه و انتصر ل مسائي البائس و القي عليه تحيه المساء و اودعه
و الفتاه و المترو و انزل الى محطتي الاخيره مع القطار .